طبعا قريتي مهبط رأسي ، فلا يذهب ظنكم بعيدا
فقريتي هي الحبيبة وقد بثثتها ما يختلج في صدري نحوها
ونشرتها ، ولكن ما زال بي نهما لكي أعرف بها أكثر
أتمنى أن تنال إعجابكم قحفة الداجني ، المحفوفة بجبل شَرِقْ وجبل الحَنيس
وتتوسط قرية حامد وقرية السعير ، وقد تفرعت منها قريتين - غريزة و تميميرة
يا قريةً قد غدتْ في البعد تسكنني
أُهديك حبي ، وحبي ما تخط يدي
إليك حبا ندياً عبر قافيتي
يهديهِ قلبي لضوء الصبح في بلدي
وا حرَّ شوقي على من حاطها (شَرِقٍ)
بنت (الحَنَيْسُ) الذي أهواهُ من وَتَدِ
الله ، كم أنتِ في عينيَّ زنبقةً
يا أم روحي التي يحيا بها جسدي
تهتز نفسي لذكراكِ موَلَّهةً
ذكراكِ يا قريتي قد أوهنتْ جَلَدِيْ
تهتز نفسي على ( المِمْلاَحِِ ) من شغفٍ
على مشارفِ عند (الدارِ) أبتردِ
طفولتي فيك ، دوما في مخيِّلتي
يا قريةً عشقها يقتاتُ من كبدي
لأنتِ أحلى القرى في الكونِ قاطبةً
وأنتِ أشهى خيالٍ جالَ في خلدي
يا فيض حبي الذي يشدو بهِ قلمي
وحسُّ أمسي ويومي وافتتان غدي
يا قحفةَ الداجني ، بالرغمِ من كبَري
عهد الطفولةِ قد ولَّى ولم يَعُدِ
وها أنا اليومَ أشدوكِ وبيْ ولَهٌ
كوالدٍ مُشفقٍ يحنو على ولدِ
فأنت محبوبتي بلْ أنتِ فاتنتي
ما ذا سأهديكِ ؟ غير الحبِّ لم أجِدِ
نظمت حبي ولكن ! هل يطاولكِِ
شعري ؟ ولستُ الذي إن قال لمْ يعدِ
إني تمكنتُ من نظم القريض وقدْ
صنفتُ شعري ، هناكَ جيِّدٌ (وَرََدِيْ)
فعلميني ، هواكِ كيفَ أنْظِمُهُ ؟
وكيفَ أثبتُ حباًّ دون مستندِ ؟
يا قريةً قد غدتْ في البعدِ تسْكنني
أسكنتكِ النفس والأحشاءَ فاتَّحِدِيْ
إن الحنينَ الذي تزدادُ حِدّتُهُ
لو قلتُ : كالسيلِ ، تشبيهاً فقد يَزِدِ
الشوقُ هذا عجيبٌ ، أمرهُ عَجَبٌ
إذْ كيف أشتاق من أسكنتها كبدي ؟
يزول همي إذا طافت بأخيلتي
ذكر الأهالي ، وذكرُ الطيبينَ نَدِيْ
أما (السُّعيرُ ) فعيني لا تفارقهمْ
كأننا لُحمةٌ والنفسُ في جسدِ
لا فرق ما بيننا والحب يجمعنا
كقريتين ولا فرقٌ هنا تَجِدِ
و(حامدٌ) لُحمةٌ أخرى تعاضدنا
لا واحدٌ بيننا يطغى على أحدِ
كذا (تُمَيْمِبْرَةُ ) الزهراء عشتُ بها
وقتاً ، أحنُّ لها كالطائرِ الغَرِدِ
( غُرَيْزَةُ) الخير يحويها ( الحنيسُ ) أباً
يحنو عليها كمثل الحارس الأسدِ
وماؤنا العذب ماءُ السلسبيل لنا
من( سَخْيَةِ ) الحبِّ ما أحلاهُ من مددِ
ماءٌ يباركه الخلاق مُذْ زَمَنٍ
ونحمَد الله لا نطلبه من أحدِ
كأنها كوثر الدنيا لقريتنا
ماء زلالٌ وبـــ(الجرّاتِ) كالزَّبَدِ
يا (هوب الانخاز) لا تنفكّ في خلدي
قرأتُ فيكَ كتابَ الواحدِ الصَّمَدِ
ويا ( حَبِيلٌ )تسر العين رؤيتهُ
في خاطري أنت مهما كان مُبْتَعَدِي