بسم الله الرحمن الرحيم
أيام ٌ قليلة ٌ ويحل ّ علينا ضيفا ً عزيزاً كريماً وموسم ٌ من مواسم الخير والبركة والنشاط ألا وهو قدوم " مبكر " ، بقدوم مبكر تبدأ زراعة الأراضي وبذرها ، وتتوالى الأمطار ويعيش أهالي قريتنا جوا مفعما بالحيوية والنشاط والعمل الدؤوب .
فيا الله ما أحلى وأروع قدومك يا مبكر فمع تباشير الصباح الباكر ينطلق الأهالي المتواجدون في القرية رجالا ونساءاً الى حقولهم تعلوهم الهمة وتلهج ألسنتهم بالمواويل والمهالج التي تنشرح لها النفس ويطيب لها الفؤاد ، كيف لا وهي تستمتع الى من يشدوا :-
مــــبـــكــــر لـــــمـــن بـــــكـــر ** مــــبـــكـــر هـــــلــــي واخضر
وفي الحقل الأخر تسمع امرأة بتلقائية وبساطة تُلالي :-
صــــبـــــاح مـــــــن بــــــكــــــر ** يــَتــــقـــرَع الــــــسُّــــــكـــــر
وليس ببعيد عن ذلك ترى البتول والذاري وأصواتهم تغرد كالبلابل الا أنهم يتميزون بكلماتهم ولهجتهم القروية الجميلة :-
الـــــيـــــو م ذري تــــهـــردي وغــــبــراء **والأخـضـري بــكـــر مـعـانـا يذرى
الـــيــــــو م ذري وحــــل الذري حِــــلّــه ** الــــيـــــوم ذري مـــبكـــر مـو نقـــله
وأطفال ونساء وشيوخ يُدندنون ويُلالون :-
عـــرج بــواديـــــنــــا - - - - - - واجلبُه
تـأكــل مــــواشـــيــنـا - - - - - - واجلبُه
صــبـــاح الإثــنــيـــن - - - - - - واجلبُه
والـحـوريــة والـــزين - - - - - - واجلبُه
أهٍـ لتلك اللكلمات وما أحلى تلك اللحظات ويالروعة تلك الساعات فمبكر هو بداية غيث وآمل مُرتقب ، ونفوس تهفوا اليه عطش ، والأطفال ُ يصيحون ويدعون :-
يالله اسقينا الغيث .....يا الله اسقينا الغيث
وكعادة قريتنا بعد الظهر يبدأ الترقب لهطول الأمطار بإذن الله والجميع يراقب السحب وينظر إليها وهي ترسُم على الجبال وبالذات جبل العشة ترسم لوحة رائعة من لوحات الجمال هي وربي أجمل من لوحة موناليزا ليوناردو دا فينشي وتبدأ أصوات الرعود وبرغم قسواتها إلا أنها أعذب من سيمفونية بيتهوفن ، ويطوش على العشة وتتساقط الأمطار ،
طـــوش عــــلى الــــــعشـــة ** رشـــــة برشـــــــة
شـــن ّ المطر وشنّ به عشــية ** وشــن به علـى بلاد الرعــيـة
وبعد عدة ساعات تتوقف الأمطار وتتدفق السيول ، فهناك سيل مائلة وهو الأكبر ، وهناك سيل الرّكب وغيرها من السيول الفرعية التي تمر لتصطدم ببعض الحواجز وتحطم البعض الأخر وترى الأهالي وخاصة ذوي الإهتمام الشديد بالزراعة يذهبون الى الحقول ليعبروا للسيل ،فترى مثلا(علي مجاهد علي ) وهو يعبر في السبيل بروح نشطة في مواجهة سيل الركب ، وهناك الوالد( اسماعيل قاسم ) والذي ارتبط اسمه ب"رجح السروي " ويبذل كل ّ جهده رغم تقدمه في السن الا انه يتألق شبابا وهو يستقبل سيل مائلة والكثيرون الذين يهتمون بالأراضي كـ(محمد عبد الجبار )و(الحاج مهيوب ) و(الدكتور سعد ملهي ) .. .. والمجا ل ليس هنا لحصر الكُل .
وعقب السيل يذهب الكثير من الأولاد والشباب لمتابعته وربما ينزلون معه الى أخر مكان يصل اليه وقد يصل أحيانا لللمشير .
أحبائي ما سبق لمحة سريعة لقدوم مبكر وموسم الأمطار والحكاية جميلة وطويلة ، ولكن حتى لا تملوا أتوقف هنا وأرجوا أن نستمتع بها على الطبيعة مباشرة ، فمن استطاع منكم القدوم للقرية تلك الأيام فليفعل ليعرف سحر الطبيعة وجمال الأرض وروعة القرية وجهد الأباء واهتمام الأمهات .
منقووول
أيام ٌ قليلة ٌ ويحل ّ علينا ضيفا ً عزيزاً كريماً وموسم ٌ من مواسم الخير والبركة والنشاط ألا وهو قدوم " مبكر " ، بقدوم مبكر تبدأ زراعة الأراضي وبذرها ، وتتوالى الأمطار ويعيش أهالي قريتنا جوا مفعما بالحيوية والنشاط والعمل الدؤوب .
فيا الله ما أحلى وأروع قدومك يا مبكر فمع تباشير الصباح الباكر ينطلق الأهالي المتواجدون في القرية رجالا ونساءاً الى حقولهم تعلوهم الهمة وتلهج ألسنتهم بالمواويل والمهالج التي تنشرح لها النفس ويطيب لها الفؤاد ، كيف لا وهي تستمتع الى من يشدوا :-
مــــبـــكــــر لـــــمـــن بـــــكـــر ** مــــبـــكـــر هـــــلــــي واخضر
وفي الحقل الأخر تسمع امرأة بتلقائية وبساطة تُلالي :-
صــــبـــــاح مـــــــن بــــــكــــــر ** يــَتــــقـــرَع الــــــسُّــــــكـــــر
وليس ببعيد عن ذلك ترى البتول والذاري وأصواتهم تغرد كالبلابل الا أنهم يتميزون بكلماتهم ولهجتهم القروية الجميلة :-
الـــــيـــــو م ذري تــــهـــردي وغــــبــراء **والأخـضـري بــكـــر مـعـانـا يذرى
الـــيــــــو م ذري وحــــل الذري حِــــلّــه ** الــــيـــــوم ذري مـــبكـــر مـو نقـــله
وأطفال ونساء وشيوخ يُدندنون ويُلالون :-
عـــرج بــواديـــــنــــا - - - - - - واجلبُه
تـأكــل مــــواشـــيــنـا - - - - - - واجلبُه
صــبـــاح الإثــنــيـــن - - - - - - واجلبُه
والـحـوريــة والـــزين - - - - - - واجلبُه
أهٍـ لتلك اللكلمات وما أحلى تلك اللحظات ويالروعة تلك الساعات فمبكر هو بداية غيث وآمل مُرتقب ، ونفوس تهفوا اليه عطش ، والأطفال ُ يصيحون ويدعون :-
يالله اسقينا الغيث .....يا الله اسقينا الغيث
وكعادة قريتنا بعد الظهر يبدأ الترقب لهطول الأمطار بإذن الله والجميع يراقب السحب وينظر إليها وهي ترسُم على الجبال وبالذات جبل العشة ترسم لوحة رائعة من لوحات الجمال هي وربي أجمل من لوحة موناليزا ليوناردو دا فينشي وتبدأ أصوات الرعود وبرغم قسواتها إلا أنها أعذب من سيمفونية بيتهوفن ، ويطوش على العشة وتتساقط الأمطار ،
طـــوش عــــلى الــــــعشـــة ** رشـــــة برشـــــــة
شـــن ّ المطر وشنّ به عشــية ** وشــن به علـى بلاد الرعــيـة
وبعد عدة ساعات تتوقف الأمطار وتتدفق السيول ، فهناك سيل مائلة وهو الأكبر ، وهناك سيل الرّكب وغيرها من السيول الفرعية التي تمر لتصطدم ببعض الحواجز وتحطم البعض الأخر وترى الأهالي وخاصة ذوي الإهتمام الشديد بالزراعة يذهبون الى الحقول ليعبروا للسيل ،فترى مثلا(علي مجاهد علي ) وهو يعبر في السبيل بروح نشطة في مواجهة سيل الركب ، وهناك الوالد( اسماعيل قاسم ) والذي ارتبط اسمه ب"رجح السروي " ويبذل كل ّ جهده رغم تقدمه في السن الا انه يتألق شبابا وهو يستقبل سيل مائلة والكثيرون الذين يهتمون بالأراضي كـ(محمد عبد الجبار )و(الحاج مهيوب ) و(الدكتور سعد ملهي ) .. .. والمجا ل ليس هنا لحصر الكُل .
وعقب السيل يذهب الكثير من الأولاد والشباب لمتابعته وربما ينزلون معه الى أخر مكان يصل اليه وقد يصل أحيانا لللمشير .
أحبائي ما سبق لمحة سريعة لقدوم مبكر وموسم الأمطار والحكاية جميلة وطويلة ، ولكن حتى لا تملوا أتوقف هنا وأرجوا أن نستمتع بها على الطبيعة مباشرة ، فمن استطاع منكم القدوم للقرية تلك الأيام فليفعل ليعرف سحر الطبيعة وجمال الأرض وروعة القرية وجهد الأباء واهتمام الأمهات .
منقووول