منتديات أبنــــاء دبــع الداخل و الخارج - حيث تلتــقى دبــع

[COLOR=darkorchid]الاخوة والاخوات الأكارم ...Very Happy
[B]سلام من الله عليكم ورحمة و بركاتة

نرحب بكم اجمل ترحيب في منتديات دبع
[CENTER]دمتم في رعاية المولى


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أبنــــاء دبــع الداخل و الخارج - حيث تلتــقى دبــع

[COLOR=darkorchid]الاخوة والاخوات الأكارم ...Very Happy
[B]سلام من الله عليكم ورحمة و بركاتة

نرحب بكم اجمل ترحيب في منتديات دبع
[CENTER]دمتم في رعاية المولى

منتديات أبنــــاء دبــع الداخل و الخارج - حيث تلتــقى دبــع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحباُ بكم في منتديات دبــع ,, حلقــة الوصـل بيـــن أبنـاء دبــع الخـارج و الداخــل ,,


    لحن العودة

    رفعت احمد
    رفعت احمد
    المُدير العام , مؤسس ملتقى أبناء دبع
    المُدير العام , مؤسس ملتقى أبناء دبع


    ذكر عدد الرسائل : 418
    اسم قريتك : دبع الداخل - مائلـــــة
    السكن : صنعاء - ملتقى ابناء دبع
    مقوله مشهوره : ويبقى الأمل ما دامت الحياة
    السٌّمعَة : 0
    نقاط : 172
    تاريخ التسجيل : 06/07/2008

    duba.16 لحن العودة

    مُساهمة من طرف رفعت احمد الأربعاء فبراير 18, 2009 8:43 am

    لحن العودة


    خلف تلك التلة قبعت قريته التي هجرها منذ سنين ... مترددا بين المضي للأمام أو الرجوع ... حمل حقيبة ذكرياته المهترئة فتحها ليطمئن على رغيفي الخبز الساخنين ، فقد وهبه إياها صاحب القرية التي كان يعمل بها .... اغلق بقايا الحقيبة ، شدّ على مزماره وقرر المضي للأمام ...

    حين عبر التلة لاحظ كم ظلمة سماء أرضه ، وصداَ غير مفهوم يزرع بالنفس قشعريرة باردة ... أيستمر ؟؟؟ لا يدري ، أغمض عينيه وسلم نفسه لدولاب القدر ، الذي دار به وقذفه أمام أرجوحة خشبية حاول هو تجاهلها لكنها أغلقت كل الطرق ولم يعد غير ركوبها وسيلة للدخول ، وهذا ما فعله ركبها ... هزها برقة ... استدارت به نصف دورة وعلت للأمام أعلى و أعلى ليرى أمامه صحراء قاحلة وخيالات كأنها أعمدة !!! وحين هوت ، هوى قلبه معها .. تراجعت للخلف عالية فرأى سماء ملبدة بالغيوم العقيم التي لا تطرح مطر ... ورجعت الأرجوحة تهوي فاغمض عينيه جفلا ليشعر انه طائر في السماء ... شد على مزماره وضم حقيبته بقوة .... وسقط ...

    فتح عينيه ليجد نفسه أمام تلك الخيالات التي ظنها أول الأمر أعمدة ، وها هي أمامه أجساد مزروعة بالأرض ، أكل الزمان عليها وشرب ... حاول نشلها من التراب فابت الا البقاء ، لقد تحولت أقدامها إلى جذور ... تركها ومضى

    دخل شارع الأحرار ... ذلك الشارع الذي يذكر انه ما جلس فيه ذات يوم ... ها هو يدخله الآن ... شارعا ميتا لا حياة فيه ،
    - لما عدت ؟؟
    انه صوت حارس الشارع ، همس لنفسه ، ما يزال حيا إذا ؟ ، المهم أنى عدت – أجاب ومضى متعثرا بالرمال .. ورأى بين البيوت المهملة مكانا مفتوحا ، اقترب منه تأمله ، ورغما عنه انطلقت ضحكات باردة مستهجنة ..
    - فيم الضحك يا ولدي ؟؟
    - أنت ... أنت إسكافي ؟؟!
    - ما تراه !
    - لكنك حافي القدمين !
    - وهل لنفسي اعمل ؟
    - وهم !! أقدامهم بالأرض مغروسة ؟؟
    - وهل هم من اعمل لهم ؟؟
    - إذا لمن تعمل ؟؟
    - للزوابع !
    - الزوابع ؟؟؟
    - الزوابع تأتى و تطلب الإتاوة ، إن لم تجد أي شئ ستجرف الأرض إلى البعيد
    - لكنها رمال جافة لا تغني ولا تسمن من جوع
    - لو ذهبت فأين تغرس الأقدام ؟؟
    - ولماذا تغرس ؟؟؟
    - ومن أين يشربون إن لم تغرس الأقدام ؟؟ ومن أين يأكلون يا ولدي ؟؟؟
    - من ارض جوفها خاو ؟؟ ومن غيوم رحمها كالطبل فارغ ؟؟؟
    - بل من أمل بذرته ستنضج ذات نهار ، ومن ليل فجره خارج ،
    - لقد هزلت الأجساد وهي تنتظر
    - ونضجت معها العقول .
    - سيموتون ؟!
    - وتبقى يا ولدي الجذور راسخة في الأرض ... تمنع الزوابع وأنا معها

    عرف أن النقاش بات عقيما ... حمل حقيبته ومزماره واستدار
    - أترحل ؟؟؟ ،سألته نفسه
    - لم يعد لي مكان
    - لا يمكنك أن تغير الطريق ، قد نويت الرجوع
    - ظننتها جنة كما كانت
    - رحيلك ورحيل أقرانك جعلها جدباء ، والزوابع أرهقتها بالإتاوات
    - وماذا افعل وحدي هنا ؟؟
    - ثبت جذورك
    - أي حماقة تلك ، الكل يثبت الجذور خشية على التراب من الذهاب ... ما فائدة التراب ولا أجساد ، لا أرواح ، لا عمار ...
    - ستحيا الجذور
    - لقد جعت .... فتح حقيبته ، خانه حظه ، جفّ الرغيفان ... بل يبسا ، أما آن لك يا مزماري البكاء ؟؟ عزف ، وعزف ، لكنه لم يسمع أي لحن ... الكل حمقى والكل أغبياء .. قال ذلك والرحيل نيته ، هذه المرة خانه قلبه ، توقف ، نظر للأرض ... وامسك الرغيفين ... جعلهما فتاتا ونثره على الأرض ..

    - يا حارس القرية ، نادى ، أنا ذاهب لاجمع من رحل ... المهاجرون سيعودون بالفؤوس ... وسنحيي الجذور وننقذ الأجساد ... يا حارس القرية ، قل للإسكافي أن يخلق أحذية للأجساد لا الزوابع ... وبمزماري سأجمعهم ومعي يعودون ...

    امسك مزماره وبنيّته الجديدة عزف لحن العودة ... انفرجت أسارير السماء و حبلت الغيوم ... صوت المزمار ضعيف
    ناداه الحارس : احضر الراحلين ... عودوا بالمزامير ... فقد تلد الغيوم ... وقد تمتزج الرمال بروح الدماء ...
    مضى خارجا ليعود ، ولحن مزماره يجمع الأشلاء المشتتة ليوم التلاقي


    منقوووول,,,
    تحياتى
    رفعت أحمد

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 11:51 pm