في كتب الأدب والنصوص يصفون شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه بصفتين بارزتين ، وهما
1 ـ نبوغه في الشعر
2 ـ مع ذلك كان جباناً
هذه الفرية عن شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه ، تدرس في كتب الأدب
[size=21] والشعر ، وللأسف كنا نسمعها من مدرسينا في المدارس ونحن صغار
والمصيبة الكبرى أن تسمعها من بعض الخطباء على المنابر
والحقيقة أن أول من روج لهذا الكلام هم الشيعة الروافض وزادوا على ذلك قصصاً مفتراة مثلما افتروا على سائر الصحابة ،
وقد ورد أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت في الطواف ومعها امرأتان فذكرتا حسان بن ثابت وسبَّتاه فقالت عائشة رضي الله عنها : إني لأرجو أن يدخله الله الجنة بذبه عن النبي صلى الله عليه وسلم بلسانه ، أليس هو القائل :
1 ـ نبوغه في الشعر
2 ـ مع ذلك كان جباناً
هذه الفرية عن شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت رضي الله عنه ، تدرس في كتب الأدب
[size=21] والشعر ، وللأسف كنا نسمعها من مدرسينا في المدارس ونحن صغار
والمصيبة الكبرى أن تسمعها من بعض الخطباء على المنابر
والحقيقة أن أول من روج لهذا الكلام هم الشيعة الروافض وزادوا على ذلك قصصاً مفتراة مثلما افتروا على سائر الصحابة ،
وقد ورد أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانت في الطواف ومعها امرأتان فذكرتا حسان بن ثابت وسبَّتاه فقالت عائشة رضي الله عنها : إني لأرجو أن يدخله الله الجنة بذبه عن النبي صلى الله عليه وسلم بلسانه ، أليس هو القائل :
فإن أبي ووالده وعرضي * * * لعرض محمد منكم وقاء ؟
وبرأته مع أنه وقع في حديث الإفك.
وهناك قصة متداولة ورواها الطبراني وهي :
أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وضع النساء والذرية في حصن فارع يوم أحد ، فجاء يهودي وأخذ يطل على الحصن ، فطلبت صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها من حسان أن يقوم فيقتله ، فجبن و اعتذر ، فقامت صفية إلى اليهودي وقتلته ، ثم طلبت من حسان أن يرمي برأسه إلى اليهود أسفل الحصن ، فجبن و اعتذر أيضاً ، فرمت برأس اليهودي إلى أصحابه ، فتفرقوا لأنهم ظنوا أن بالحصن رجالاً محاربين . اهـ
وهذه القصة كذب كذب كذب فإن في إسنادها
جعفر بن الزبير وهو متروك كذاب وضاع يروي المناكير .اهـ انظر : ميزان الاعتدال (1/406 ) .
لقد كان حسان من أصحاب الأعذار ، فقد ذكر الكلبي كما نقله عنه ابن عساكر في تاريخه (4/140) :
أن الجبن لم يكن من عادة حسان ، بل كان شجاعاً لسناً ، فأصابته علة منعته من شهود القتال .
و أوضح الواقدي كما نقله عنه الأصفهاني في أغانيه (4/16) :
هذه العلة ، و هي أن أكحله – و هو عرق في اليد – كان قد قطع ، فلم يكن يستطيع الضرب بيده .
و هذا يفسر لنا الروايات التي وردت في تخلفه عن القتال ، ولم تأت قصة حسان مع صفية رضي الله عنها بطريق صحيح يحتج بها .
وإضافة إلى أن عدم شهود حسان رضي الله عنه القتال كان لكبر سنه فكما هو معلوم في كتب السير أن حسان أسلم وعمره ستين سنة وعاش في الإسلام ستين سنة ومات وعمره مائة وعشرين
وخلاصة القول :
حسان بن ثابت رضي الله عنه كان شاعر الرسول عليه الصلاة والسلام ، وكان يهزم الشعراء وينتصر للرسول وللإسلام، وكان مع قوة شعره شجاعاً ، ولو كان جباناً لهجاه الشعراء ووصفوه بالجبن وانتصروا عليه ، ولم يحدث أن شاعراً هجاه واتهمه بالجبن.
وكان رضي الله عنه يفتخر بشجاعته ، ويتوعد المشركين بأنه سيكون درعاً واقياً للرسول صلى الله عليه وسلم فيقول:
فإن أبي ووالده وعرضي * * * لعرض محمد منكم وقاء
فلو كان حسان رضي الله عنه غير هذا لعد كلامه من الكذب ، وحاشاه أن يكذب وهو خريج مدرسة النبوة.