--------------------------------------------------------------------------------
أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ
أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ ؟
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ
ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى
وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ
أسرتُ وما صحبي بعزلٍ لدى الوغى
ولا فرسي مهرٌ ولا ربهُ غمرُ
و لكنْ إذا حمَّ القضاءُ على أمرىء ٍ
فليسَ لهُ برٌّ يقيهِ ولا بحرُ
وقالَ أصيحابي: " الفرارُ أوالردى ؟ "
فقُلتُ: هُمَا أمرَانِ أحلاهُما مُرّ
سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّ جدّهُمْ
وفي الليلة ِ الظلماءِ ، يفتقدُ البدرُ
فإنْ عِشْتُ فَالطّعْنُ الذي يَعْرِفُونَه
و تلكَ القنا والبيضُ والضمرُ الشقرُ
وَإنْ مُتّ فالإنْسَانُ لا بُدّ مَيّتٌ
وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ وَانْفَسَحَ العمرُ
وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَ عِنْدَنَا
لَنَا الصّدرُ دُونَ العالَمينَ أو القَبرُ
تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالي نُفُوسُنَا
و منْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلها المهرُ
أعزُّ بني الدنيا وأعلى ذوي العلا
وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِ وَلا فَخْرُ