بسم الله الرحمن الرحيم
شجرة الغريب {التبلدي}
مخزن المياه
والشجرة التي يتوارثها الناس أبا عن جد
من صحيفة الصحافة السودنية نقتطف التالي :
لجأت بعض القبائل ذات الأصول العربية في ما يسمى بدار حمر والمعروفة بتربية الإبل والضأن بكردفان والتي لا تملك مصادر كافية لمياه الشرب ، إلى ابتكار مصادر أخرى وذلك بتخزين مياه الأمطار التي تهطل في فصل الخريف في تجاويف جذوع أشجار التبلدي ذي التجويف المتفاوت السعة التخزينية من 40 إلى 100 برميل للشجرة الواحدة.
ويقول الشيخ مراد محمد إيدام أحد ملاك إحدى الأشجار التي أطلق عليها اسم "الغبشة" إنه لا أحد من الأجيال الموجودة يعلم كيف أجريت عملية التجويف وكم أخذت من الوقت، لكن هناك من يعرف كيف يجرى عملية توسعة مدخل التجويف حتى تسهل عملية إدخال الدلو وسحبه أثناء التفريغ.
وقال الشيخ مراد إن هذه الشجرة يتوارثها الناس أبا عن جد وتؤول أحقية إدارتها لمن يقوم برعايتها وتهذيبها وتنظيفها من الداخل بجانب تنظيف الأرض من تحتها.
وذكر أنه بعد هطول الأمطار تتجمع المياه من جهات مختلفة تحت شجرة التبلدي التي لا تنبت إلا في مناطق منخفضة عن المناطق الأخرى من حولها
مشيرا إلى أن امتلاء حوض الشجرة يدفع بعض ملاكها للتعاون في عملية التعبئة عبر دلو من الجلد أو من أحد المصنوعات الأخرى من البلاستيك.
كما أوضح الحاج جمعة إسماعيل أن هناك من يتفاءل بهذه الشجرة، بل إنها اتخذت شعارا ورمزا للمنطقة.
وقال إسماعيل إن المياه عندما تعبأ داخل جوف الشجرة تكون ممزوجة بالطين وأكثر كدرا من غيرها، وبعد أيام قلائل تصبح صافية ونقية بدون أي رائحة أو لون.
كما أن الأشجار المجوفة تسقط أوراقها عقب توقف فصل الخريف، فيما تواصل الأشجار غير المجوفة اخضرارها طوال فترة الشتاء، الأمر الذي يرجعه سكان المنطقة إلى سر غريب أو معجزة إلهية.
ومن السودان أون لاين بتصرف نزيد التالي :
إن الزائر لمنطقة جنوب الصحراء في القارة الأفريقية يشاهد في معظم فسح البيوت القروية المتباعدة عن بعضها شجرة ضخمة عملاقة تتميز عن أقرانها الأشجار الإستوائية بالكثير من الخصائص ، إذ يمكن التعرف عليها من المشاهدة الأولى.
فهي شجرة ضخمة ، وهي الشجرة الوحيدة التي تنفض أوراقها وتصبح عارية من الأوراق بين الكثرة من الأشجار الدائمة الخضرة ، هذه الشجرة التي تسمى بالسودان
التبلدي وإسمها الأكثر إنتشاراً هو الباوباب Adansonia digitata
الموطن الأصلي لهذه الأشجار هو الشريط الجغرافي الواقع تحت الصحراء والممتد من شرق القارة الأفريقية إلى غربها ، وهي تنتشر في هذه المناطق بكثرة إضافة إلى إنتشارها إلى جنوب هذه المنطقة وحتى منطقة السافانا الرعوية في جنوب أفريقيا،كما توجد في اليمن والهند أيضاً ولكن بأعداد قليلة.
هناك أشجار ضخمة عملاقة معمرة معروفة في أصقاع الدنيا ، وشجرة الباوباب هي إحداهن ، وما يميزها عن كل الأشجار هو ضخامة وغلظ جذعها ، إذ يبدو الجذع وكأنه برميل ضخم مرتفع ، قطره يتراوح بين 7-15 مترا ، وقياس الجذع لا يبقى ثابتاً ،إذ يختلف من سنة لأخرى زيادة أو نقصاناً ، تبعاً لرطوبة التربة وكمية الأمطار الساقطة في تلك السنة.
ففي السنين القليلة الأمطار يصبح الجذع أقل سمكاً مما كان عليه في السنين السابقة الغزيرة الأمطار. فقد سجل قياس قطر شجرة في العام 1946 أقل مما سجل في العام 1931 بـستين سنتمتراً.
في موسم الأمطار تخزّن الشجرة في أنسجة جذعها كميات كبيرة من الماء تستخدمه في فصل الجفاف ، واعتادت الفيلة سلخ قلف الجذع للوصول على الأنسجة الرطبة المشبعة بالماء لتمتصه وتروي ظمأها ، والقلف الداخلية تتكون من انسجة قوية متينة وهي تُسحب من الشجرة ليُصنع منها سلال وشباك صيد الأسماك. ومن خاصية الشجرة أنها لا تتأثر بسحب قلفها مثل باقي الأشجار فهي تجددها بعد إزالتها.
وفي الأشجار العتيقة المعمرة يعمد السكان المحليون إلى عمل تجويف في قلب الجذع ، تكون فتحته في منطقة إلتقاء الأفرع الرئيسية ، عند قمة الجذع ، ليحصلوا عندها على فراغ واسع يستخدم لخزن مياه الأمطار التي تدخل إلى هذا التجويف خلال الفتحة الموجودة في القمة ، أو تغرف مياه الأمطار المتجمعة في الأراضي المنخفضة ، بعد سيول الأمطار ، وتخزن في هذا التجويف لتستعمل في مواسم الجفاف ، حيث يتم سحب المياه بواسطة الدلو أو أي وعاء آخر ، ويرتوي المسافرون على الطرق البعيدة من هذه المياه المتجمة.
ولو كان للتجويف فتحة في أسفل الجذع فيكون الفراغ واسعاً بحيث يستخدم كغرفة للسكن أو حانوت أو حانة أو مكتب بريد أو ملجأ للإنسان أو الحيوانات.
وجذع الشجرة العريض يستخدم بعد قص الشجرة في صنع قوارب صيد الأسماك بعد حفره .
أشجار التبلدي بطيئة النمو وتعمر كثيراً ، وهي لا تكوّن حلقات سنوية في خشب الجذع ، مما يزيد من صعوبة تقدير عمر الشجرة الحقيقي ، ومع ذلك توصل علماء النبات إلى طريقة مختبرية لتخمين عمر الشجر المعمرة ، وأوجدوا العلاقة بين قطر الشجرة وعمرها ، فالشجرة التي يبلغ قطر جذعها سبعة أمتار يصل عمرها إلى 600 سنة ، والتي يصل قطرها إلى عشرة أمتار يكون عمرها حوالي 2000 سنة ، وهناك الكثير من الأشجار التي يصل عمرها الألف عام وبعض الأشجار يصل عمرها إلى خمسة آلاف سنة.
بالرغم من ضخامة جذع الشجرة إلا أن إرتفاعها لا يتعدى الـ 22 متراً في أقصى الحالات وأفرعها قليلة ، العدد متباعدة عن بعضها، متجهة إلى الأعلى تشبه المجموع الجذري للأشجار ، وبهذا الشكل فشجرة التبلدي عندما تكون عارية من الأوراق تبدو وكأنها مقلوبة رأساً على عقب جذورها في الهواء وأفرعها داخل التربة.
شجرة االتبلدي متساقطة الأوراق وهي حالة نادرة في الأشجار النامية في المناطق القريبة من خط الإستواء.
وفي المناطق الإستوائية التي تتميز بوجود فصلين هما فصل الأمطار وفصل الجفاف تسقط أوراق الأشجار مع بداية موسم الجفاف الذي يبدأ منذ شهر تشرين الأول(أكتوبر) وتبقى عارية من الأوراق حتى بداية فصل الأمطار الذي يبدأ في شهر حزيران (يونيو) حيث تورق الأشجار.
والأوراق كبيرة مركبة كفّية تتكون من خمسة إلى سبعة وريقات كبيرة ، وهذه الأوراق غنية بالسكريات والبوتاسيوم وفيتامين C ، واليانعة النامية حديثاً منها تكون طرية طازجة تستعمل من قبل السكان المحليين كخضراوات ، مثل السبانخ والسلق أو الملوخية تؤكل بعد طبخها ، أو تجفف هذه الأوراق وتطحن لتستخدم في تحضير بعض الأطعمة المحلية ، وللأوراق تأثيرات علاجية فهي تستخدم لمعالجة الحمى.
في نهاية موسم الجفاف وعندما تورق الأشجار تبدأ البراعم الزهرية بالانتفاخ وذلك في فترة ما بعد الظهر وعندما يحل المساء تتفتح الزهرة ، والأزهار متدلية كبيرة يتراوح قطرها بين 10-12سم ، لها عنق طويل سميك ، أوراقها التويجية بيضاء شمعية كبيرة تكون منحنية إلى الأعلى ، ويشغل وسط الزهرة الميسم ذو القلم الطويل والكبير والذي تنتشر حوله الكثير من الأسدية ذات الخيوط البيضاء والمتوك البنية اللون وبذلك يبدو كفرشاة الحلاقة.
لا تدوم مدة تفتح الأزهار إلا لفترة قصيرة إذ عندما ينبلج الصبح تكون قد إنغلقت وذبلت وتغير لونها من الأبيض إلى الأبيض الضارب إلى السمرة ، بعد أن تم تلقيحها بواسطة خفافيش الليل التي تنجذب إليها بسبب الرائحة العطنة التي تفرزها الأزهار أثناء تفتحها ، وتزور هذه الحيوانات الأزهار لتتغذى على المياسم الكبيرة وتمتص الرحيق منها ، وطبيعي أن لا ترى الخفافيش ليلاً عندما تزور الأزهار ولكن يستدل على ذلك من آثار مخالبها التي تتركها على الأوراق التويجية والأزهار التي لم تلقح تسقط من الشجرة حيث تستسيغها حيوانات الرعي كالأغنام والماعز.
بعد التلقيح والإخصاب تعقد الثمار التي تسمى في السودان ، القنقليز ، وهي عبارة عن علبة لا تنفتح لحالها ، كبيرة بيضوية أو كمثرية الشكل يصل طولها إلى 30سم ، سطحها مخملي الملمس بسبب الزغب الكثيف ذو اللون الرمادي أو البني المائل إلى الصفرة والذي يغطي قشرتها السميكة والصلبة القاسية.
يملأ جوف الثمرة عدد كبير من البذور الكلوية الشكل والتي تكون بحجم حبة الفاصوليا ذات القشرة البنية الغامقة ، وتفصل البذور عن بعضها مادة هشة دقيقية القوام ، لونها أبيض عسلي ، حامضية الطعم قليلاً ، تحتوي على كميات عالية من فيتامين C وحامض التاتاريك ، وحامض الستريك ، ولها خاصية الذوبان في الماء.
ومن هذه المادة الدقيقية ، يعمل في مناطق زراعة الأشجار في أفريقيا ، وخاصة في السودان ، يعمل منها مشروباً منعشاً ملطفا ، ولازالت صناعة المشروب تجري على نطاق ضيق ، ولم يتم تصينعه وتعبئته على نطاق صناعي تجاري. وشراب القنقليز إضافة إلى أنه منعشاً ولذيذا ، إلا إن له فوائد علاجية أيضاً ، إذ يفيد هذا المشروب عند تناوله في معالجة الحمى والإسهال ووقف النزيف. وتطحن البذور ويغلى المسحوق ليشرب سائلاً حاراً كالقهوة.
شجرة التبلدي تحترمها الأقوام والجماعات التي تقطن في منطقة إنتشارها في أفريقيا ، فهي عندهم شجرة الحياة ، ترمز إلى الخصوبة والعطاء ، لذلك فالسكان المحليين عند إنتقال محل سكنهم من قرية إلى أخرى عليهم أن يأخذوا معم بذور شجرة التبلدي لزراعتها في موطنهم الجديد.
وهذا الإحترام نابع من المعتقدات والأساطير والحكايات الشعبية التي تروى عن هذه الشجرة:
فالناس هناك يعتقدون بأن من يشرب من الماء المستخلص من عصر قلف الأشجار فستصبح لديه القوة والشجاعة ، وفي بعض المناطق الأفريقية يعمد الناس غسل جسم الأطفال الصغار بماء القلف هذا ليكونوا أقوياء وأبطال المستقبل ، ولكن لا يجب أن يستحم الطفل لفترة طويلة في الماء كي لا يصبح بديناً ، كما يجب الإنتباه أن لا يُبلّ رأسه بهذا الماء كي لا يصبح ضخماً منتفخاً.
وهناك إعتقاد بأن من يمتص رطوبة البذور (القليلة الرطوبة أصلاً) فسيحصل على الحماية من التعرض لمهاجمة التماسيح ، بينما من يأكل البذور فهو سيجلب إليه خطر التماسيح.
وخوفاً من فاجعة تصيبهم لا أحد يجازف بقطع زهرة الشجرة لاعتقادهم بان أرواح الأسود تسكن هذه الأزهار ، ومن يقطع زهرة منها فسيكون مصيره الإفتراس من قبل الأسود.
وشكل الشجرة الذي تبدو فيها وكأنها مقلوبة رأساً على عقب أوحى بالكثير من الأساطير والمعتقدات الشعبية ، فيقال أن الجدة الأولى لهذه الأشجار ارتعبت من الفيلة ومن خوفها وضعت رأسها في التربة. أما في المناطق التي تسكنها ألأقوام العربية ، فتقول الأسطورة أن الشيطان هو الذي قلعها من جذورها وقلبها في الأرض.
التبلدي شجرة إستوائية ومع ذلك فهي تتحمل الجفاف كما تتحمل المناخ الرطب ، تنمو في مناطق الغابات وتزرع بكثرة في المنازل الريفية ، كما تشجر بها المدن ، المتنزهات وشوارع المرور ، وعلى جوانب الطرق الخارجية ، وفي بعض المناطق هي من الأشجار المحمية التي يمنع قطعها ، ومنذ العام 1941م فشجرة التبلدي تتمتع بالحماية في دولة جنوب إفريقيا.... إنتهى النقل
********************
شجرة التلبدي في سلطنة عمان
شجرة التلبدي في الجمهورية اليمنية
أو شجرة الغريب
بسؤال أهل المنطقة عن هذه الشجرة ، أذكروا أنهم لا يعرفون عن عمرها شئ ، وكل الذي يذكرونه عنها إنها من عصر نوح عليه السلام
ويطلقون عليها شجرة الغريب
وكما شاهدنا فالشجرة محمية سواء في سلطنة عمان أو في الجمهورية اليمنية
شجرة الغريب {التبلدي}
مخزن المياه
والشجرة التي يتوارثها الناس أبا عن جد
من صحيفة الصحافة السودنية نقتطف التالي :
لجأت بعض القبائل ذات الأصول العربية في ما يسمى بدار حمر والمعروفة بتربية الإبل والضأن بكردفان والتي لا تملك مصادر كافية لمياه الشرب ، إلى ابتكار مصادر أخرى وذلك بتخزين مياه الأمطار التي تهطل في فصل الخريف في تجاويف جذوع أشجار التبلدي ذي التجويف المتفاوت السعة التخزينية من 40 إلى 100 برميل للشجرة الواحدة.
ويقول الشيخ مراد محمد إيدام أحد ملاك إحدى الأشجار التي أطلق عليها اسم "الغبشة" إنه لا أحد من الأجيال الموجودة يعلم كيف أجريت عملية التجويف وكم أخذت من الوقت، لكن هناك من يعرف كيف يجرى عملية توسعة مدخل التجويف حتى تسهل عملية إدخال الدلو وسحبه أثناء التفريغ.
وقال الشيخ مراد إن هذه الشجرة يتوارثها الناس أبا عن جد وتؤول أحقية إدارتها لمن يقوم برعايتها وتهذيبها وتنظيفها من الداخل بجانب تنظيف الأرض من تحتها.
وذكر أنه بعد هطول الأمطار تتجمع المياه من جهات مختلفة تحت شجرة التبلدي التي لا تنبت إلا في مناطق منخفضة عن المناطق الأخرى من حولها
مشيرا إلى أن امتلاء حوض الشجرة يدفع بعض ملاكها للتعاون في عملية التعبئة عبر دلو من الجلد أو من أحد المصنوعات الأخرى من البلاستيك.
كما أوضح الحاج جمعة إسماعيل أن هناك من يتفاءل بهذه الشجرة، بل إنها اتخذت شعارا ورمزا للمنطقة.
وقال إسماعيل إن المياه عندما تعبأ داخل جوف الشجرة تكون ممزوجة بالطين وأكثر كدرا من غيرها، وبعد أيام قلائل تصبح صافية ونقية بدون أي رائحة أو لون.
كما أن الأشجار المجوفة تسقط أوراقها عقب توقف فصل الخريف، فيما تواصل الأشجار غير المجوفة اخضرارها طوال فترة الشتاء، الأمر الذي يرجعه سكان المنطقة إلى سر غريب أو معجزة إلهية.
ومن السودان أون لاين بتصرف نزيد التالي :
إن الزائر لمنطقة جنوب الصحراء في القارة الأفريقية يشاهد في معظم فسح البيوت القروية المتباعدة عن بعضها شجرة ضخمة عملاقة تتميز عن أقرانها الأشجار الإستوائية بالكثير من الخصائص ، إذ يمكن التعرف عليها من المشاهدة الأولى.
فهي شجرة ضخمة ، وهي الشجرة الوحيدة التي تنفض أوراقها وتصبح عارية من الأوراق بين الكثرة من الأشجار الدائمة الخضرة ، هذه الشجرة التي تسمى بالسودان
التبلدي وإسمها الأكثر إنتشاراً هو الباوباب Adansonia digitata
الموطن الأصلي لهذه الأشجار هو الشريط الجغرافي الواقع تحت الصحراء والممتد من شرق القارة الأفريقية إلى غربها ، وهي تنتشر في هذه المناطق بكثرة إضافة إلى إنتشارها إلى جنوب هذه المنطقة وحتى منطقة السافانا الرعوية في جنوب أفريقيا،كما توجد في اليمن والهند أيضاً ولكن بأعداد قليلة.
هناك أشجار ضخمة عملاقة معمرة معروفة في أصقاع الدنيا ، وشجرة الباوباب هي إحداهن ، وما يميزها عن كل الأشجار هو ضخامة وغلظ جذعها ، إذ يبدو الجذع وكأنه برميل ضخم مرتفع ، قطره يتراوح بين 7-15 مترا ، وقياس الجذع لا يبقى ثابتاً ،إذ يختلف من سنة لأخرى زيادة أو نقصاناً ، تبعاً لرطوبة التربة وكمية الأمطار الساقطة في تلك السنة.
ففي السنين القليلة الأمطار يصبح الجذع أقل سمكاً مما كان عليه في السنين السابقة الغزيرة الأمطار. فقد سجل قياس قطر شجرة في العام 1946 أقل مما سجل في العام 1931 بـستين سنتمتراً.
في موسم الأمطار تخزّن الشجرة في أنسجة جذعها كميات كبيرة من الماء تستخدمه في فصل الجفاف ، واعتادت الفيلة سلخ قلف الجذع للوصول على الأنسجة الرطبة المشبعة بالماء لتمتصه وتروي ظمأها ، والقلف الداخلية تتكون من انسجة قوية متينة وهي تُسحب من الشجرة ليُصنع منها سلال وشباك صيد الأسماك. ومن خاصية الشجرة أنها لا تتأثر بسحب قلفها مثل باقي الأشجار فهي تجددها بعد إزالتها.
وفي الأشجار العتيقة المعمرة يعمد السكان المحليون إلى عمل تجويف في قلب الجذع ، تكون فتحته في منطقة إلتقاء الأفرع الرئيسية ، عند قمة الجذع ، ليحصلوا عندها على فراغ واسع يستخدم لخزن مياه الأمطار التي تدخل إلى هذا التجويف خلال الفتحة الموجودة في القمة ، أو تغرف مياه الأمطار المتجمعة في الأراضي المنخفضة ، بعد سيول الأمطار ، وتخزن في هذا التجويف لتستعمل في مواسم الجفاف ، حيث يتم سحب المياه بواسطة الدلو أو أي وعاء آخر ، ويرتوي المسافرون على الطرق البعيدة من هذه المياه المتجمة.
ولو كان للتجويف فتحة في أسفل الجذع فيكون الفراغ واسعاً بحيث يستخدم كغرفة للسكن أو حانوت أو حانة أو مكتب بريد أو ملجأ للإنسان أو الحيوانات.
وجذع الشجرة العريض يستخدم بعد قص الشجرة في صنع قوارب صيد الأسماك بعد حفره .
أشجار التبلدي بطيئة النمو وتعمر كثيراً ، وهي لا تكوّن حلقات سنوية في خشب الجذع ، مما يزيد من صعوبة تقدير عمر الشجرة الحقيقي ، ومع ذلك توصل علماء النبات إلى طريقة مختبرية لتخمين عمر الشجر المعمرة ، وأوجدوا العلاقة بين قطر الشجرة وعمرها ، فالشجرة التي يبلغ قطر جذعها سبعة أمتار يصل عمرها إلى 600 سنة ، والتي يصل قطرها إلى عشرة أمتار يكون عمرها حوالي 2000 سنة ، وهناك الكثير من الأشجار التي يصل عمرها الألف عام وبعض الأشجار يصل عمرها إلى خمسة آلاف سنة.
بالرغم من ضخامة جذع الشجرة إلا أن إرتفاعها لا يتعدى الـ 22 متراً في أقصى الحالات وأفرعها قليلة ، العدد متباعدة عن بعضها، متجهة إلى الأعلى تشبه المجموع الجذري للأشجار ، وبهذا الشكل فشجرة التبلدي عندما تكون عارية من الأوراق تبدو وكأنها مقلوبة رأساً على عقب جذورها في الهواء وأفرعها داخل التربة.
شجرة االتبلدي متساقطة الأوراق وهي حالة نادرة في الأشجار النامية في المناطق القريبة من خط الإستواء.
وفي المناطق الإستوائية التي تتميز بوجود فصلين هما فصل الأمطار وفصل الجفاف تسقط أوراق الأشجار مع بداية موسم الجفاف الذي يبدأ منذ شهر تشرين الأول(أكتوبر) وتبقى عارية من الأوراق حتى بداية فصل الأمطار الذي يبدأ في شهر حزيران (يونيو) حيث تورق الأشجار.
والأوراق كبيرة مركبة كفّية تتكون من خمسة إلى سبعة وريقات كبيرة ، وهذه الأوراق غنية بالسكريات والبوتاسيوم وفيتامين C ، واليانعة النامية حديثاً منها تكون طرية طازجة تستعمل من قبل السكان المحليين كخضراوات ، مثل السبانخ والسلق أو الملوخية تؤكل بعد طبخها ، أو تجفف هذه الأوراق وتطحن لتستخدم في تحضير بعض الأطعمة المحلية ، وللأوراق تأثيرات علاجية فهي تستخدم لمعالجة الحمى.
في نهاية موسم الجفاف وعندما تورق الأشجار تبدأ البراعم الزهرية بالانتفاخ وذلك في فترة ما بعد الظهر وعندما يحل المساء تتفتح الزهرة ، والأزهار متدلية كبيرة يتراوح قطرها بين 10-12سم ، لها عنق طويل سميك ، أوراقها التويجية بيضاء شمعية كبيرة تكون منحنية إلى الأعلى ، ويشغل وسط الزهرة الميسم ذو القلم الطويل والكبير والذي تنتشر حوله الكثير من الأسدية ذات الخيوط البيضاء والمتوك البنية اللون وبذلك يبدو كفرشاة الحلاقة.
لا تدوم مدة تفتح الأزهار إلا لفترة قصيرة إذ عندما ينبلج الصبح تكون قد إنغلقت وذبلت وتغير لونها من الأبيض إلى الأبيض الضارب إلى السمرة ، بعد أن تم تلقيحها بواسطة خفافيش الليل التي تنجذب إليها بسبب الرائحة العطنة التي تفرزها الأزهار أثناء تفتحها ، وتزور هذه الحيوانات الأزهار لتتغذى على المياسم الكبيرة وتمتص الرحيق منها ، وطبيعي أن لا ترى الخفافيش ليلاً عندما تزور الأزهار ولكن يستدل على ذلك من آثار مخالبها التي تتركها على الأوراق التويجية والأزهار التي لم تلقح تسقط من الشجرة حيث تستسيغها حيوانات الرعي كالأغنام والماعز.
بعد التلقيح والإخصاب تعقد الثمار التي تسمى في السودان ، القنقليز ، وهي عبارة عن علبة لا تنفتح لحالها ، كبيرة بيضوية أو كمثرية الشكل يصل طولها إلى 30سم ، سطحها مخملي الملمس بسبب الزغب الكثيف ذو اللون الرمادي أو البني المائل إلى الصفرة والذي يغطي قشرتها السميكة والصلبة القاسية.
يملأ جوف الثمرة عدد كبير من البذور الكلوية الشكل والتي تكون بحجم حبة الفاصوليا ذات القشرة البنية الغامقة ، وتفصل البذور عن بعضها مادة هشة دقيقية القوام ، لونها أبيض عسلي ، حامضية الطعم قليلاً ، تحتوي على كميات عالية من فيتامين C وحامض التاتاريك ، وحامض الستريك ، ولها خاصية الذوبان في الماء.
ومن هذه المادة الدقيقية ، يعمل في مناطق زراعة الأشجار في أفريقيا ، وخاصة في السودان ، يعمل منها مشروباً منعشاً ملطفا ، ولازالت صناعة المشروب تجري على نطاق ضيق ، ولم يتم تصينعه وتعبئته على نطاق صناعي تجاري. وشراب القنقليز إضافة إلى أنه منعشاً ولذيذا ، إلا إن له فوائد علاجية أيضاً ، إذ يفيد هذا المشروب عند تناوله في معالجة الحمى والإسهال ووقف النزيف. وتطحن البذور ويغلى المسحوق ليشرب سائلاً حاراً كالقهوة.
شجرة التبلدي تحترمها الأقوام والجماعات التي تقطن في منطقة إنتشارها في أفريقيا ، فهي عندهم شجرة الحياة ، ترمز إلى الخصوبة والعطاء ، لذلك فالسكان المحليين عند إنتقال محل سكنهم من قرية إلى أخرى عليهم أن يأخذوا معم بذور شجرة التبلدي لزراعتها في موطنهم الجديد.
وهذا الإحترام نابع من المعتقدات والأساطير والحكايات الشعبية التي تروى عن هذه الشجرة:
فالناس هناك يعتقدون بأن من يشرب من الماء المستخلص من عصر قلف الأشجار فستصبح لديه القوة والشجاعة ، وفي بعض المناطق الأفريقية يعمد الناس غسل جسم الأطفال الصغار بماء القلف هذا ليكونوا أقوياء وأبطال المستقبل ، ولكن لا يجب أن يستحم الطفل لفترة طويلة في الماء كي لا يصبح بديناً ، كما يجب الإنتباه أن لا يُبلّ رأسه بهذا الماء كي لا يصبح ضخماً منتفخاً.
وهناك إعتقاد بأن من يمتص رطوبة البذور (القليلة الرطوبة أصلاً) فسيحصل على الحماية من التعرض لمهاجمة التماسيح ، بينما من يأكل البذور فهو سيجلب إليه خطر التماسيح.
وخوفاً من فاجعة تصيبهم لا أحد يجازف بقطع زهرة الشجرة لاعتقادهم بان أرواح الأسود تسكن هذه الأزهار ، ومن يقطع زهرة منها فسيكون مصيره الإفتراس من قبل الأسود.
وشكل الشجرة الذي تبدو فيها وكأنها مقلوبة رأساً على عقب أوحى بالكثير من الأساطير والمعتقدات الشعبية ، فيقال أن الجدة الأولى لهذه الأشجار ارتعبت من الفيلة ومن خوفها وضعت رأسها في التربة. أما في المناطق التي تسكنها ألأقوام العربية ، فتقول الأسطورة أن الشيطان هو الذي قلعها من جذورها وقلبها في الأرض.
التبلدي شجرة إستوائية ومع ذلك فهي تتحمل الجفاف كما تتحمل المناخ الرطب ، تنمو في مناطق الغابات وتزرع بكثرة في المنازل الريفية ، كما تشجر بها المدن ، المتنزهات وشوارع المرور ، وعلى جوانب الطرق الخارجية ، وفي بعض المناطق هي من الأشجار المحمية التي يمنع قطعها ، ومنذ العام 1941م فشجرة التبلدي تتمتع بالحماية في دولة جنوب إفريقيا.... إنتهى النقل
********************
شجرة التلبدي في سلطنة عمان
شجرة التلبدي في الجمهورية اليمنية
أو شجرة الغريب
بسؤال أهل المنطقة عن هذه الشجرة ، أذكروا أنهم لا يعرفون عن عمرها شئ ، وكل الذي يذكرونه عنها إنها من عصر نوح عليه السلام
ويطلقون عليها شجرة الغريب
وكما شاهدنا فالشجرة محمية سواء في سلطنة عمان أو في الجمهورية اليمنية
تم ذكر المصادر داخل الموضوع
والصور التي لم تمهر بالرحلات فإنها من الشبكة
أما بقية الصور من رحلات أخوة لكم أعضاء بالرحلات ، مع الشكر الجزيل لهم على السماح لي بنشرها