الرئيسية
من طرف مقدمة :
الإنسان كما يقول العلماء حيوان اجتماعي لا يستطيع أن يشعر بدفء الحياة أو ينمو صحياً بمعزل عن الآخرين، لذا تجده دائماً في حالة من الاتصالات الإنسانية الحسية والحركية واللغوية. وليس هذا غريباً إذا عرفنا أن كلمة "إنسان" في اللغة العربية مشتقة من الفعل "أنس" وهو مرادف للفعل "ألف" أي اطمئن قلبه إلى آخر، وعكسهما "توحش".
. إيها الأحبة ... سوف اطرح موضوع في غاية الأهمية وأرجو إن ينال إعجابكم ....
وهو الحوار الفعال .....
نحن لا نملك عقول الآخرين ، ولكن نملك فقط الطرق على باب العقول وبلياقة ، وقد تمنع من الدخول وقد ندخل ولكن لا يستضيفنا العقل الآخر فنفشل في الإقناع
أسلوب الحوار نابع من ديننا الأصيل :
القيادة في الحوار المعنى الأصيل الذي نتعلمه من كتاب ربنا وسنة محمد صلي الله عليه وسلم فالقران الكريم مع جلال الله وعظمة قدره .. يخاطب البشر بأسلوب الحوار ويعرض آراءهم وبشكل مميز ، مع أنه قادر على الإرشاد الفوقي .. وسيد الأخلاق عليه السلام وما دخل على شيء إلا زاده جمالا وحسنا، ويجعل المحاور ينظر إلى الأمور من قمة الهدوء النفسي ..
سنتعلم في هذه الدورة إن شاء الله ثلاثة محاور :
1- تعريف الحوار .
2- سمات المحاور الناجح .
3- مهارات الحوار الفعال .
التعريف العلمي للحوار
هو الاتصال أو الحديث ، الكلام الذي يحدث بين أفراد بينهم مصالح مشتركة ، ويتم من خلاله تبادل الآراء أو المعلومات ، أو الأفكار.
سمات المحاور الناجح:
والحوار مع الآخرين حتى يكون فعالاً ومثمراً يجب أن تتوفر فيه سمات هامة، وهى:-
• معرفة موضوع الحوار:
فموضوع الحوار هو جوهر العملية الحوارية برمتها ولذا يجب على أطراف الحوار معرفة الموضوع المطروح للتحاور، والوقوف على القضية التي يجرى النقاش فيها ، لأن الجهل بالموضوع وعدم الاطلاع عليه يحول الحوار إلى مهاترات، ويجعل قبول المتحاورين أو رفضهم لنتائج الحوار قضية مزاج.
أما المعرفة التامة بالقضية التي يجرى الحوار بشأنها فتجعل المحاور إذا تكلم لا يخبط خبطاً عشواء، ولا يناقش في البديهيات بغير علم، وإذا ألزم بالحق التزم به من غير مكابرة، كما أن الإحاطة بعناصر القضية موضوع الحوار تجعل المحاور يعلم كيف يبدأ الحوار، وكيف يعالج مفرداته، وكيف ينتهي منه _ لحساب المعرفة ولمصلحة الحق _ في وضوح الرؤية وهدوء الفكر وقوة الحجة ووداعة الكلمة.
• وضوح الهدف:
فقبل البدء في أي حوار لابد أن يكون هناك هدف واضح محدد، وقديماً قال أحد الفلاسفة "من لا يعرف إلى أين يذهب سيصل إلى المجهول !!"، فالمتحاور الذي لا هدف له سوف لا يصل إلى شيء، لذا يجب أن يكون الحوار هادفاً، ونحرص ألا يتوه الهدف أثناء التحاور. ومن الحماقة أن ندخل في حوار رغم غياب مفهوم الحوار وهدفه.
والمقصود بالهدف: هو الغاية التي يريد المتحاورون الوصول إليها من وراء عملية التحاور، ومهما يكن من أمر فإن أهداف الحوار لا تخرج عن الغايات التالية:
1-الوصول إلى تفسير متفق عليه حول موضوع المحاورة.
2-الرغبة في تخطى حالة العقم الفكري، الذي يعنى: "تجاوز ثقافة البعد الواحد ورفض الانسياق وراء المذهب المتسلط السائد".
3-الرغبة في تخطى حالة الانغلاق الفكري، الذي يعنى: "تجاوز التعصب المذهبي أو الفكري أو السياسي أو الاجتماعي".
• النظام:
يجب أن يكون الحوار منظماً، بحيث لا يتحول إلى فوضى، فترتفع فيه حدة الانفعالات، أو يتحدث أحد دون استئذان، أو يقاطع غيره، أو تنتشر فيه الأحاديث الجانبية... الخ.
• تكافؤ الفرص:
في حوارك مع الآخرين يجب أن تتيح الفرصة لمشاركة أكبر عدد من الحاضرين وذلك بالسؤال أو الإجابة أو الاقتراح أو طرح الأفكار أو إبداء الرأي، بحيث لا تستأثر بالحديث وحدك، قال ديل كارنيجى: "إذا كنت تريد أن ينفض الناس من حولك ويسخروا منك عندما توليهم ظهرك فهاك الوصفة: لا تعط أحداً فرصة للحديث، تكلم بغير انقطاع عن نفسك، وإذا خطرت لك فكرة بينما غيرك يتحدث فلا تنتظر حتى يتم حديثه، فهو ليس ذكياً مثلك ولا فاهماً، فلماذا تضيع وقتك في الاستماع إلى حديثه السخيف؟! اقتحم عليه الحديث واعترضه في منتصف كلامه!
• قبول الاختلاف:
من الطبيعي جداً أن تختلف وجهات النظر، ويتباين الناس في الآراء والأفكار، فهذا ليس عيباً ولا خطأً، فالاختلاف من طبائع البشر ، إذ يستحيل أن يكون الناس نسخة مكررة من بعضهم، فمن حقنا أن نتفق، ومن حقنا أيضاً أن نختلف، فإذا جاء من يلغى الحق الأخير فهذا هو الاستبداد المقيت، وفى هذا يقول الدكتور يحيى الجمل: كوننا لا نعرف كيف نتفق أصبح أمراً شائعاً، ولكن المشكلة الحقيقية أننا لا نعرف كيف نختلف.. فالاختلاف في الرأي كما يقول ملهمي ظاهرة صحية تعرفها كل المجتمعات المتحضرة، فالناس يختلفون لأسباب أبرزها اختلاف المصالح واختلاف المكونات الحضارية والثقافية مما يؤدى إلى اختلاف النظرة العقلية للأمور، أما في المجتمعات المتخلفة فالاختلاف في الرأي ينقلب إلى مأساة ويتحول إلى درجة من العداء والتحزب الضيق والخروج على الصالح العام.
• اعتماد العقل والمنطق: ويعنى ذلك أن يلتزم أطراف الحوار بالطرق المنطقية السليمة أثناء المحاورة، وذلك بتقديم الفكرة والتدليل عليها بالحجج الواضحة والأدلة المنطقية القوية، وعدم تناقض الكلام بعضه البعض، مع الاستعداد لقبول ما يطرحه الآخرون ما دام يتفق والمنطق السليم والموضوعية العلمية.
أشكركم على حسن المتابعة سلفاً
وتقبلوا خالص ودي
رفعت الدبعي
الإنسان كما يقول العلماء حيوان اجتماعي لا يستطيع أن يشعر بدفء الحياة أو ينمو صحياً بمعزل عن الآخرين، لذا تجده دائماً في حالة من الاتصالات الإنسانية الحسية والحركية واللغوية. وليس هذا غريباً إذا عرفنا أن كلمة "إنسان" في اللغة العربية مشتقة من الفعل "أنس" وهو مرادف للفعل "ألف" أي اطمئن قلبه إلى آخر، وعكسهما "توحش".
. إيها الأحبة ... سوف اطرح موضوع في غاية الأهمية وأرجو إن ينال إعجابكم ....
وهو الحوار الفعال .....
نحن لا نملك عقول الآخرين ، ولكن نملك فقط الطرق على باب العقول وبلياقة ، وقد تمنع من الدخول وقد ندخل ولكن لا يستضيفنا العقل الآخر فنفشل في الإقناع
أسلوب الحوار نابع من ديننا الأصيل :
القيادة في الحوار المعنى الأصيل الذي نتعلمه من كتاب ربنا وسنة محمد صلي الله عليه وسلم فالقران الكريم مع جلال الله وعظمة قدره .. يخاطب البشر بأسلوب الحوار ويعرض آراءهم وبشكل مميز ، مع أنه قادر على الإرشاد الفوقي .. وسيد الأخلاق عليه السلام وما دخل على شيء إلا زاده جمالا وحسنا، ويجعل المحاور ينظر إلى الأمور من قمة الهدوء النفسي ..
سنتعلم في هذه الدورة إن شاء الله ثلاثة محاور :
1- تعريف الحوار .
2- سمات المحاور الناجح .
3- مهارات الحوار الفعال .
التعريف العلمي للحوار
هو الاتصال أو الحديث ، الكلام الذي يحدث بين أفراد بينهم مصالح مشتركة ، ويتم من خلاله تبادل الآراء أو المعلومات ، أو الأفكار.
سمات المحاور الناجح:
والحوار مع الآخرين حتى يكون فعالاً ومثمراً يجب أن تتوفر فيه سمات هامة، وهى:-
• معرفة موضوع الحوار:
فموضوع الحوار هو جوهر العملية الحوارية برمتها ولذا يجب على أطراف الحوار معرفة الموضوع المطروح للتحاور، والوقوف على القضية التي يجرى النقاش فيها ، لأن الجهل بالموضوع وعدم الاطلاع عليه يحول الحوار إلى مهاترات، ويجعل قبول المتحاورين أو رفضهم لنتائج الحوار قضية مزاج.
أما المعرفة التامة بالقضية التي يجرى الحوار بشأنها فتجعل المحاور إذا تكلم لا يخبط خبطاً عشواء، ولا يناقش في البديهيات بغير علم، وإذا ألزم بالحق التزم به من غير مكابرة، كما أن الإحاطة بعناصر القضية موضوع الحوار تجعل المحاور يعلم كيف يبدأ الحوار، وكيف يعالج مفرداته، وكيف ينتهي منه _ لحساب المعرفة ولمصلحة الحق _ في وضوح الرؤية وهدوء الفكر وقوة الحجة ووداعة الكلمة.
• وضوح الهدف:
فقبل البدء في أي حوار لابد أن يكون هناك هدف واضح محدد، وقديماً قال أحد الفلاسفة "من لا يعرف إلى أين يذهب سيصل إلى المجهول !!"، فالمتحاور الذي لا هدف له سوف لا يصل إلى شيء، لذا يجب أن يكون الحوار هادفاً، ونحرص ألا يتوه الهدف أثناء التحاور. ومن الحماقة أن ندخل في حوار رغم غياب مفهوم الحوار وهدفه.
والمقصود بالهدف: هو الغاية التي يريد المتحاورون الوصول إليها من وراء عملية التحاور، ومهما يكن من أمر فإن أهداف الحوار لا تخرج عن الغايات التالية:
1-الوصول إلى تفسير متفق عليه حول موضوع المحاورة.
2-الرغبة في تخطى حالة العقم الفكري، الذي يعنى: "تجاوز ثقافة البعد الواحد ورفض الانسياق وراء المذهب المتسلط السائد".
3-الرغبة في تخطى حالة الانغلاق الفكري، الذي يعنى: "تجاوز التعصب المذهبي أو الفكري أو السياسي أو الاجتماعي".
• النظام:
يجب أن يكون الحوار منظماً، بحيث لا يتحول إلى فوضى، فترتفع فيه حدة الانفعالات، أو يتحدث أحد دون استئذان، أو يقاطع غيره، أو تنتشر فيه الأحاديث الجانبية... الخ.
• تكافؤ الفرص:
في حوارك مع الآخرين يجب أن تتيح الفرصة لمشاركة أكبر عدد من الحاضرين وذلك بالسؤال أو الإجابة أو الاقتراح أو طرح الأفكار أو إبداء الرأي، بحيث لا تستأثر بالحديث وحدك، قال ديل كارنيجى: "إذا كنت تريد أن ينفض الناس من حولك ويسخروا منك عندما توليهم ظهرك فهاك الوصفة: لا تعط أحداً فرصة للحديث، تكلم بغير انقطاع عن نفسك، وإذا خطرت لك فكرة بينما غيرك يتحدث فلا تنتظر حتى يتم حديثه، فهو ليس ذكياً مثلك ولا فاهماً، فلماذا تضيع وقتك في الاستماع إلى حديثه السخيف؟! اقتحم عليه الحديث واعترضه في منتصف كلامه!
• قبول الاختلاف:
من الطبيعي جداً أن تختلف وجهات النظر، ويتباين الناس في الآراء والأفكار، فهذا ليس عيباً ولا خطأً، فالاختلاف من طبائع البشر ، إذ يستحيل أن يكون الناس نسخة مكررة من بعضهم، فمن حقنا أن نتفق، ومن حقنا أيضاً أن نختلف، فإذا جاء من يلغى الحق الأخير فهذا هو الاستبداد المقيت، وفى هذا يقول الدكتور يحيى الجمل: كوننا لا نعرف كيف نتفق أصبح أمراً شائعاً، ولكن المشكلة الحقيقية أننا لا نعرف كيف نختلف.. فالاختلاف في الرأي كما يقول ملهمي ظاهرة صحية تعرفها كل المجتمعات المتحضرة، فالناس يختلفون لأسباب أبرزها اختلاف المصالح واختلاف المكونات الحضارية والثقافية مما يؤدى إلى اختلاف النظرة العقلية للأمور، أما في المجتمعات المتخلفة فالاختلاف في الرأي ينقلب إلى مأساة ويتحول إلى درجة من العداء والتحزب الضيق والخروج على الصالح العام.
• اعتماد العقل والمنطق: ويعنى ذلك أن يلتزم أطراف الحوار بالطرق المنطقية السليمة أثناء المحاورة، وذلك بتقديم الفكرة والتدليل عليها بالحجج الواضحة والأدلة المنطقية القوية، وعدم تناقض الكلام بعضه البعض، مع الاستعداد لقبول ما يطرحه الآخرون ما دام يتفق والمنطق السليم والموضوعية العلمية.
أشكركم على حسن المتابعة سلفاً
وتقبلوا خالص ودي
رفعت الدبعي
